يمنات – البلاغ في كل بلدان العالم تعمل الأنظمة الانتقالية على تقديم صورة مغايرة ومختلفة على الأنظمة السابقة تعكس من خلالها صورة إيجابية بأنها الأفضل وقادرة على تحمل المسؤولية, وتحقيق تطلعات الشعوب. ففي مصر مثلا مرت المرحلة الانتقالية الأولى لتأتي ثورة تصحيحية وتطاد تنتهي فترة انتقالية ثانية, ويحاول الموجودون حالياً في السلطة تقديم أنفسهم على أنهم أفضل من الإخوان, وفي تونس الحال كذلك, وفي ليبيا أيضا. في اليمن كل شيء على ما يرام يا كرزاي المعارضة التي وصلت الى سدة الحكم, وتدبير البلاد بشراكة مع النظام السابق المرحلة الانتقالية, وتقدم نفسها على أنها الأسوأ, وترسم صورة مختلفة أمثر سوداوية وضبابية من أنها لا تقل فسادا, ووحشية وفظاعة من نظام صالح. فالمشترك ليس البديل الأنسب لحكم صالح, بل الشريك الأنسب في فساد صالح ومنظومته, فالبلاد تمر بأزمات طاحنة وخانقة تكاد تعصف بالوطن, فيما حكام الفترة الانتقالية يقدمون أنفسهم على أنهم لن يكونوا أحسن ممن سبقهم في الحكم. فالكهرباء والأزمات مستمرة, والحوار تحول الى مهرجة لا جدوى منه, والرئيس يبحث عن البقاء في السلطة, والأحزاب تمدد لفترة انتقالية, الواجب الإسراع في إنهاء هذه المرحلة التي أصبحت وبالا على اليمنيين. في مصر لم تقطع الكهرباء رغم أن مرحلتين انتقاليتين مر بها المصريون, إلا أن المصالح العامة ملك للجميع.. وحدهم اليمنيون يفضلون الإجراءات الشاذة عن العالم أجمع. في اليمن البديل الأنسب غير موجود حالياً, جميع من هم موجودين سيئون للغاية, ولا يمكن التعويل عليهم في إخراج البلد من أزماته المتلاحقة, نحن موضوعون أمام السيء والأسوأ, زهم خيارات تبدو محدودة في ظل عدم قدرة القوة السياسية على ممارسة دورها في المعارضة إضافة الى أن الموجودين في رأس السلطة لا يريدون معارضة, أو أية قوى سياسية تنازعهم السلطة. المرحلة الانتقالية في اليمن حققت للبعض ما لم يقدروا على تحقيقه طوال عشرين عاماً, ففي عامين حققوا صفقات سياسية لأحزابهم لا علاقة للوطن بها, لذا فإن تمديد المرحلة الانتقالية بالنسبة لهم أمر ضروري من أجل البقاء في السلطة. في الفترة الانتقالية كل شركاء, والجميع في السلطة فاسدون, من تحاسب؟ من تخاطب؟ كل طرف يلقي باللوم على الآخر, يجمعهم الكرسي والمال العام, وتفرقهم الوطنية والمحاسبة. لا الأحزاب قدمت نفسها على انها بديل أفضل عن المؤتمر, ولا المؤتمر أصلح من اعوجاجه.